"إيران دخلت النادي النووي العالمي وهو إنجاز نقدمه إلى قائد الثورة الإسلامية والشعب الإيراني وكل الشعوب الحرة في العالم. إن هذا الإنجاز سيُسْهـِم في توفير 20 ألف ميجاوات سنوياً من الطاقة التي تساعد في المجالات الزراعية وإنتاج الكهرباء وكذلك الطب".. هكذا وقف الرئيس الإيراني "أحمدي نجاد" في مايو 2007 معلنا دخول بلاده النادي النووي، ومؤكدا أن أعداء إيران يقفون أمام تقدم الشعب الإيراني وحقه في امتلاك التقنية النووية داعيا الدول الكبرى إلى الاعتراف بحق بلاده في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية.
متى بدأ البرنامج النووي الإيراني؟كانت بداية البرنامج النووي الإيراني بمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر الخمسينيات حين كانت العلاقات جيدة بين البلدين، وفي عام 1960 أنشأ الشاه "محمد رضا بهلوي" منظمة الطاقة النووية الإيرانية ومركز طهران للبحوث النووية، وفي عام 1967 تم إلحاق المركز بجامعة طهران وأصبح خاضعا لإشراف منظمة الطاقة النووية الإيرانية. بعدها قامت الولايات المتحدة بإهداء جامعة طهران مفاعلاً صغيرًا بقدرة 5 ميجاوات، وكانت له قدرة على إنتاج 600 جرام من البلوتونيوم سنويًا من وقوده النووي المستهلك.
وجاءت معاهدة الحد من إنتاج وتجربة الأسلحة النووية عام 1968 والتي وقعتها إيران لتؤكد أنه "لإيران الحق في تطوير وإنتاج واستعمال الطاقة النووية للأغراض السلمية دون تمييز يذكر وامتلاك المواد والأجهزة والمعلومات التكنولوجية والعلمية"، ونتيجة لهذا البند استطاعت إيران استيراد ما تحتاجه من مصادر لبناء المفاعل النووي.
وفي عام 1974 بدأت ألمانيا إنشاء أول قاعدة لمفاعل نووي إيراني في مدينة بوشهر، إلا أن قيام الثورة الإيرانية عام 1979 أوقف المشروع النووي مؤقتا، لتحاول بعدها إيران استئنافه وتوقفها من جديد الحرب الإيرانية العراقية والتي قصفت فيها العراق المفاعل النووي الإيراني ست مرات. ونجحت إيران في استئناف العمل في المفاعل عام 1995 بمساعدة روسية بلغت قيمتها 800 مليون دولار، وفي مارس عام 2003 أصبح العمل في المفاعل مكتملا بنسبة 80%.
كيف يتم استخدام اليورانيوم في السلاح النووي؟هناك استخدامان لليورانيوم المخصب، إما لإنتاج وقود يورانيوم متدني التخصيب للمفاعلات النووية أو لإنتاج يورانيوم عالي التخصيب للمادة الانشطارية للأسلحة النووية.
ما هو تخصيب اليورانيوم؟لإحداث الانشطار النووي لابد من زيادة يورانيوم 235 في اليورانيوم الطبيعي -هو خليط من يورانيوم 235 ويورانيوم 238- بنسب متفاوتة تصل إلى ما بين 20% و90% في حال إنتاج أسلحة نووية تبعا لنوع السلاح النووي، وهذه العملية تعرف بتخصيب اليورانيوم.
هل تمتلك إيران سلاحا نوويا؟يمكن معرفة ما إذا كانت دولة ما تقوم باستخدام سلمي أو استخدام عسكري للطاقة النووية من خلال مصانع تخصيب اليورانيوم.. فهل إيران بدأت بالفعل إنتاج أسلحة نووية؟
لا أحد يمكن أن يجيب الآن إجابة قاطعة على هذا التساؤل؛ لأن أي برنامج نووي يمكن استخدامه سلميا أو عسكريا، طالما أن نسبة تخصيب اليورانيوم لا تزال قليلة، لكن يمكن التأكد من الأمر بعد فترة يقدرها الخبراء بأكثر من عشر سنوات.
وإيران تؤكد أنها تستخدم اليورانيوم في برنامجها النووي؛ لتوليد الطاقة فقط وأن هذا حقها، إلا أن المعارضين للبرنامج النووي الإيراني يؤكدون أن المفاعلات النووية الإيرانية لا تحتاج إلى يورانيوم مخصب لتشغيلها، وهو ما يعني أن تخصيب اليورانيوم الذي تقوم به إيران له هدف واحد ألا وهو برنامج الأسلحة النووية.
ما أشهر المواقع النووية الإيرانية؟بوشهر: بدأ برنامج إيران النووي عام 1974 مع بدء برنامج لبناء محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية في بوشهر، بمساعدة ألمانية ثم توقف بعد الثورة الإسلامية ليعود من جديد عام 1992 بالاتفاق مع روسيا.
أصفهان: يهدف معمل أصفهان إلى تحويل اليورانيوم إلى غاز سادس الفلوريد الذي يستخدم في أنابيب نقل الغاز، أوكسيد اليورانيوم الذي يُستخدم كمعامل للوقود، والمعدن الذي يستخدم في أساس المتفجرات النووية.
ناتانز: بعد أن أوقفته عام 2003 استأنفت إيران تخصيب اليورانيوم في ناتانز من جديد، ويرجح بعض الخبراء أن مفاعل ناتانز حين يتم العمل به قد يضم حوالي 50 ألفا من أنابيب نقل الغاز المتطورة، وهو ما يسمح بإنتاج ما يكفي من اليورانيوم لتطوير ما يزيد عن 20 سلاحا نوويا كل عام.